تجربة الايطالية

لعل الكثيرون في ايطاليا وخارجها كانوا يرون في صفقة انتقال الانجليزي المخضرم ديفيد بيكهام صفقة تجارية مادية اكثر منها

صفقة رياضية ومنهم كاتب السطور لان الاغلبية كانت تعتقد ان صاحب الـ 34 ربيعا بعد ان انتقل من الريال الى لوس انجلوس

غالاكسي الامريكي والذي يلعب في دوري الـ MLS والذي يعرف اختصارا بـ Major League Soccer بصفقة تجارية قاربت

على الـ 250 مليون دولار كان يبغي من خلالها بيكهام والنادي زيادة المال للطرفين كثيرا مع قليل من البهجة والفرجة لجماهير حاولاوا من خلال بيكس ان يظهروا للعالم ويتعلموا اساليب اللعب من ابن مهد الكرة الاول لكن خلال تلك الفترة ظهر جليا للعالم كله

ان اللاعب بدى مستواه بالتراجع المخيف لدرجة جعلت من مدرب المنتخب الانجليزي كابيلو يعلن مرارا انه لن يستدعي اللاعب

مجددا وهذا التصريح في الواقع وبعيدا عن كل عاطفة يمكن ان يثيرها فيه من الواقعية والاحتراف الشئ الكثير لمدرب عرف طعم

النجاحات اينما حل وارتحل لكن نفس المدرب الذي ابعد اللاعب عن المنتخب شعر بداخله بعاطفة قوية له لانه يرى فيه صورة القائد

والاخ الكبير للاعبين الشبان في فرقة الاسود فراح يبحث له عن منفذ ومخرج لازمة المستوى الهزيل والهبوط الحاد في اللياقة وبعد

تفكير في اختيار الانسب له وجد في الدوري الايطالي وتحديدا الميلان ضالته فالفريق الاحمر والاسود وبعد ان اصيب نجمه جينارو

غاتوزو بالركبة راح يبحث عن لاعب يستطيع ان يسد النقص الحاصل في خط الوسط ومن هنا كانت البداية للتجربة الايطالية الجديدة

من بعد التجارب في الدوريات الانكليزية والاسبانية والامريكية فانتقل على سبيل الاعارة لمدة شهرين هي نفسها فترة التوقف في

الدوري الامريكي واذكر في تلك الفترة اني تحدثت عن رايي بالصفقة وقلت فيها انها لن تفيد الميلان بشئ الا اللهم من حيث

الفلوس لكن ما فعله بيكس في 7 مباريات كانت كافية لتسكت افواه المشككين حيث سجل هدفين وكان سببا مباشرا في تحسن

نتائج واداء الميلان في الفترة الثانية من عمر هذا الموسم الايطالي ولكن كيف يمكن ان نفسر ما حدث من حيث التالق للاعب

واستعادة بريقه في فترة قياسية بالرغم من انه شارف على خريف العمر الكروي , الجواب هو ان اللاعب وجد ظالته في ايطاليا

وخصوصا في الميلان الذي اشتهر عنه انه يملك طاقم طبي واداري قادر على اعادة الخلايا المعمرة وصقل المواهب المندثرة كما

حدث من قبل مع بيرلو وسيدورف حينما انتقلا من الانتر ومع كريسبو في موسم 2004-2005 حينما قدم من تشيلسي بنظام

الاعارة وبعد ان عرف بيكهام قيمة اللعب والتدريب في الميلانيللو خرج للعالم باسره بحديث فيه قيمة معنوية كبيرة لعشاق الدوري

الاصعب في العالم حينما صرح لوسائل الاعلام قائلا ( اود البقاء في ايطاليا لاني وجدت فيها كرة قدم حقيقية) وهذا التصريح من

دون اية شكوك ليس تصريحا للكسب او الجذب من نجم تعودنا على ان يجذبنا في كل مرة يطل من خلال الاعلام علينا بل بالواقع

هو خير دليل على عظمة وقيمة الكالشبو الذي احبه بيكهام فراح يقدم لنا اروع اللمحات واجمل اللقطات ليستحق تاليا النجم المحبوب

مكانا في صفوف المنتخب الانجليزي كمكافأة على ما يقدم في المستطيل كيف لا وهو من عمل وجاهد لاستعادة مستواه من جديد

ولتكون التجربة الايطالية هي لربما من اهم المحطات وهي برغم قلتها زمنيا الا انها واحدة من التجارب التي لن ينسها لا بيكس

وعشاقه ولا الكالشيو ومناصروه وخذوا الدرس من بيكهام يا سادة


حيث المتعة والتكتيك العالي والاهم من كل هذا وذاك التحضير البدني والنفسي وهذه الامور مجتمعة لن تراها الا في بلاد الكالشيو

تعد اللعبة الاولى في العالم لديهم هي اللعبة الخامسة بعد السلة وهوكي الجليد وكرة القدم الامريكية والبيسبول والمتابع للامور هناك

يعرف ما جرى وما دار هناك للنجم من حيث سلسلة الخسارات المتوالية والمتلاحقة لفريقه كيف لا وهو يلعب مع مجموعة هواة